إلى
كل قارئ لهذه الحقائق القاطعة : من القرآن الكريم ، والسنة النبوية
والسيرة ، وبشارات الكتب السماوية ، وإقرار الملوك والسادة والزعماء ،
وشهادة العلماء ، وإخبار الأحبار والرهبان وغيرهم، ودخول الناس في دين الله
أفواجا ، من العرب ، والعبرانيين ، والسامريين ، والروم ، والفرس ، والهند
، والصين ، وسائر الأمم ، وانتشار الإسلام المستمر رغم جهود المنصرين
والصهاينة لإطفاء نور الله تعالى في الأرض ، أقول :
قال الله تعالى:
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِن
رَّبِّكُمْ فَآمِنُواْ خَيْراً لَّكُمْ وَإِن تَكْفُرُواْ فَإِنَّ لِلَّهِ
مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً }[
سورة النساء الآية: 170 ].
ثم أوجه خطابي لكل مؤمن رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه
وسلم نبيا، بأن يحمد الله تعالى على نعمة الهداية ، وليتذكر أنه باستقامته
على دينه وثباته عليه ليقدم أقوى البراهين على صدق نبوة محمد صلى الله
عليه وسلم ، وهذا له الأثر الكبير في هداية الناس إلى دين الإسلام ، فهذا
عامل فلبيني نصراني كان يعمل بالمملكة العربية السعودية ، شد انتباهه
استيقاظ الناس من نومهم قبل طلوع الفجر ، وفي ألذ لحظات منامهم ، وخروجهم
ومعهم أطفالهم إلى المساجد ليؤدوا الصلاة ، فكان هؤلاء المحافظين على
صلاتهم سببا بتوفيق الله في هداية هذا العامل إلى الإسلام .
والرسالة الثانية أوجهها للعلماء والدعاة خاصة ، ولأهل المال ، ولعامة المسلمين والمسلمات ، أجيبوا داعي الله .
يقول الله تعالى :
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونوا أَنصَارَ اللَّهِ } [ سورة الصف الآية: 14 ].
فلننصر ديننا بكل ألوان النصرة الممكنة والمتاحة ، كل بحسب مكانته العلمية ،
والاجتماعية ، والمالية ، وكل بالطريقة المناسبة لوضعه الوطني ، والإقليمي
، والعالمي ، انصر دينك بعلمك ، وبدعوتك ، وبجهادك ، وبنهضة أمتك في كل
مجالات الحياة ، وبمالك ، وبتشجيعك ، وبفكرك ، ما استطعت لذالك سبيلا .
إن من أعظم خصائص هذا الدين أن لكل عامل قدره عند الله ، وأنه جعل الإنسان المؤمن إيجابيا في حياته ، مهما كان قدره ووضعه ،
أتطلبون من المختار معجزة يكفيه *** شعب من الأموات أحياه
وتأمل هذا الحديث لتعلم أنه لا يوجد في أمة الإسلام فرد مهمش أو لا قيمة له
، إنك تشعر وأنت تقرأه أنه يصنع منك شيئا عظيما ، سأل رجل من أهل اليمامة
أبا ذر – رضي الله عنه - قال : دلني على عمل إذا عمل العبد به دخل الجنة .
فقال أبو ذر – رضي الله عنه : سألت عن ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم –
فقال : ( يؤمن بالله ). فقلت : يا رسول الله إن مع الإيمان عملا ؟ قال : (
يرضخ مما رزقه الله ). قلت : وإن كان معدما ، لا شيء له ؟. قال : ( يقول
معروفا بلسانه ). قلت : وإن كان عييا، لا يبلغ عنه لسانه ؟ – أي لايحسن
الكلام - قال : ( فيعين مغلوبا ).قلت : فإن كان ضعيفا ،لا قدرة له ؟ قال : (
فليصنع لأخرق ) – الأخرق الذي لايتقن مايعمله - قلت : وإن كان أخرق ؟ قال :
فالتفت إلي ، وقال : ( ما تريد أن تدع في صاحبك شيئا من الخير ؟! فليدع
الناس من أذاه ). فقلت : يا رسول الله إن هذه كلمة تيسير. فقال صلى الله
عليه وسلم
والذي نفسي بيده ، ما من عبد يعمل بخصلة منها، يريد بها ما عند
الله ، إلا أخذت بيده يوم القيامة حتى تدخله الجنة ).[ أخرجه ابن حبان في
صحيحه ح/373].