كم منا من يقول هذه المقوله عندما يلم به أمر ما كان يرغبه أو يفشل في الحصول على ما يريد نجده يقول. اشعربأن الدنيا ضاقت وتوقفت، الدنيا اسودت بوجهي، عندما نصاب بأي مشكلة او مصيبة قبل ان نقول إنا لله وإنا إليه راجعون ، وقبل ان نقول الحمدلله يارب على كل حال نقول الدنيا اسودت في عيني، الدنيا ضاقت علي،لا اشعر بطعم أي شيء في الدنيا..
لكن لو فكرنا قليلاً سنجد ان الله إختار لنا الخير، فكمة سمعنا مثلاً بمن بكت وصرخت بأن زوجها تزوج عليها وطلبت الطلاق ولكنها تراجعت من أجل الأولاد وضاقت عليها الدنيا، وظنت أن الدنيا توقفت واسودت في عينيها، وبعد مرور أعوام تجد ان زوجها كبر في العمر وهي كبرت واصبحت لا تستطيع تحمل طبعه،ولا تتحمل وجوده، وتتمناه ان يذهب للجلوس مع الأخرى حتى ترتاح لأنها لم تعد تحتمل ، سبحان الله قدر الله زواجه ليكون رحمه لها في وقت ما وهي من ظنت في البدايه انه شر لها،ووجدت انه كان خيراً..
كم نظن ان أمور حياتنا شر وهي خير يعلمه الله .
هذا مجرد مثال وهناك الكثير من امور حياتنا المختلفه والتي نظنها شرًا لنا وهي الخير كله
مثلاً نجد شخص يريد السفر ولم يجد تذكرة على الطائرة المسابقة للبلد التي يريد وهو متعجل فجلس في حالة من الغيظ والغضب لماذا؟ والدنيا دائماً ضدي حتى في هذا الأمر البسيط اريد السفر بسرعة وبعد قليل يستمع ان الطائرة التي كان يريد السفر عليها سقط ومات من كان فيها فعلم انه عندما منع من السفر عليها فقد إختار الله له السلامة
قرأت قصة شاب كان يحب فتاة وخطبها وبعد فترة تركته بدون اي سبب فمرض الشاب وبكى ليل نهار وقبل يديها وقدميها لتعود إليه ، وقال الدنيا اسودت بعيني ، الدنيا ضاقت علي، لماذا حدث معي هكذا؟ وبعد مرور وقت علم بزواجها من آخر وعلم انها مرضت بعد الزواج بشهوربمرض خبيث وفي مراحله المتأخرة وجلس هذا الزوج لعلاجها ورعايتها، فعلم ان الله حرمه منها لأنه يريد له الا يكون في مكان هذا الزوج وقد يعلم الله انه لن يتحمل هذه المسئولية فعفاه منها فعلم أن حرمانه منها ما كان إلا خيراً له ..
كم منا سخط على امر الله وظن ان الدنيا ضاقت وفشل وبعد مرور وقت يجد انه لو كان فعلاً حدث ما كان يتمناه لكان اصبح في ضرر كبير فيعلم بعد ذلك ان الخير فيما إختاره الله له وليس ما اختارته نفسه .. والكثير الكثير مما نظنه شروهو كل الخير فالله الحمد
ولنفهم قول الإمام الشافعي حين قال
دع الأيام تفعل ما تشاء ..... وطب نفسا إذا حكم القضاء
ولا تجزع لحادثة الليالي ..... فما لحوادث الدنيا بقاء
وكن رجلا على الأهوال جلدا ..... وشيمتك السماحة والوفاء
وإن كثرت عيوبك في البرايا ..... وسرك أن يكون لها غطاء
تستر بالسخاء فكل عيب ..... يغطيه كما قيل السخاء
ولا تر للأعادي قط ذلا ..... فإن شماتة الأعدا بلاء
ولا ترج السماحة من بخيل ..... فما في النار للظمآن ماء
ورزقك ليس ينقصه التأني ..... وليس يزيد في الرزق العناء
ولا حزن يدوم ولا سرور ..... ولا بؤس عليك ولا رخاء
إذا ما كنت ذا قلب قنوع ..... فأنت ومالك الدنيا سواء
ومن نزلت بساحته المنايا ..... فلا أرض تقيه ولا سماء
وأرض الله واسعة ولكن ..... إذا نزل القضا ضاق الفضاء
دع الأيام تغدر كل حين ..... فما يغني عن الموت الدواء
أرجوا ان نكون ممن رضوا بقضاء الله وسعدوا بما يحدث لهم لأنهم على يقين أنه هو الخير، حيث أن الله سبحانه وتعالى لا يختار لنا إلا الخير، لأننا عباده وهو أرحم بنا من أمهاتنا ..فنقبل ما نصاب به برضا فننا الأجر،ام نحصل عليه بسخط وننال السخط فهو واقع لا محاله. فالنرضى لنحصل على الأجر من الرحمن الرحيم
اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك..
رسالة قصيرة أقدمها إليكم